الحمدلله يستمتع أطفالي عندما أسرد لهم القصص نصًا فقد حفظوا نصوص القصص غيبًا، إلا قصة من يُقرر؟ يرون أن نقرأها بأسلوب مضحك جدًا رغم أن النص أصلاً ظريف ومضحك ففي كل مرة يقع اختيارهم عليها يؤلفون قصة وأحداثًا مُضحكة ويضحكون ملئ أفواههم من تلك الأحداث.
الحمدلله الذي علمني ما لم أعلم فقد تعلمت مؤخرًا من دورة التنشئة عبر التواصل أن للضحك فوائد جمة للأطفال، أبرزها تحرير مشاعر الإحراج والخجل أي أن الطفل الذي يُحرج من أي موقف حدث له فإن الضحك علاج لتلك المشاعر وسكينة له حتى لا تُبقي أثرًا سلبيًا في نفسه ولكن ماذا يمكن أن يُسبب إحراجًا للطفل !!
سأذكر مثالاً واحدًا ربما أكثر حدث يتكرر عند أغلب الأطفال في بداية حياتهم بعد أن يعتادوا على دورة المياه -أكرمكم الله- هو هي حوادث تبليل الملابس سواءً في النهار أو حتى الليل، فالطفل يُحرج حتى لو لم ينهره والداه عن هذا الأمر فكيف إذا تلقى نهرًا وإهانة فالأمر يكبر أكثر ويشعر عندها بالكثير من الاستياء وإحراج شديد.
لذا أصبحت بعد يوم حافل من الصراع أتعمد أن تكون قصة من يُقرر؟ ضمن قصصهم قبل النوم لنداوي أحداث النهار من نوبات الغضب والبكاء وغيرها هذا ونسأل الله أن يلهمنا ويصبرنا ويوفقنا لما فيه صلاحهم 🥺
فقصة من يُقرر؟ مضحكة من يقرؤها أول مرة لا يفهم مغزاها وأجزم أنها قصة لن تُعجب الكثير من المربين ففيها بعض التصرفات غير المُهذبة والنصائح غير واضحة، فالكثير يُحب أن تكون القصة من أهدافها تعديل سلوك الطفل وتهذيبه وإسداء النصيحة له، وهذا كله غائب من هذه القصة غير أنها حققت أهدافًا عميقة وهي أنها أضفت جو الضحك بالتالي ساهمت في تحرير مشاعر سلبية لدى الطفل، كما أنها عبرت عن جزء من حياة الطفل عن شغبه وشقاوته والتي غالبًا ما ننظر إليها بنظرة سلبية وهو في الحقيقة له جانب مشرق فالشقاوة تمنحنا نحن الوالدين حيوية وتجديدًا وتوقّع شيء قادم بشكل مستمر فنحن نتحرك معهم جسديًا وعقلنا يعمل بشكل مستمر، دعنا نتخيل أن تصرفات الطفل مثل البالغ هدوء ورزانة وتعقل !!
أخبروني كيف سيكون طعم الحياة مع هذا السكون ولعلنا نشعر به حالما ينامون أو إذا تركوا البيت ساعات قليلة 😅
لا بأس أن نكون غير نضجاوين في بعض الأحيان تمامًا كما جاء في قصة برهان حينما نصح أباه وقال له: لماذا عليك أن تكون نضجاويًا دائمًا!
دعنا نسترجع الطفولة ففي ذلك إنعاش للنفس وتجديد ثم ننطلق للأمور الجادة بقوة أكبر نحن نحتاجهم ونتعلم منهم كما يتعلمون هم منا.
تنويه الضحك يُعالج مشاعر الإحراج وليس تبليل الملابس😅
قصة من يُقرر؟ وقصة برهان من دار المنى
دورة تنشئة tanshi2a@
أصيلة بنت سالم العيسرية
أم لثلاثة أطفال
20/ذو القعدة/1442هـ