سرَّاء والقطة

الكاتب أصيلة العيسرية في July 08, 2021

بعد أن نامت سرّاء عند الساعة 6:09 مساءً كان في عينيها أحاديث وكأنما تقول لي:
كان يومًا حافلاً يا أمي منذ قررت أن أجتاز خوف الأمس وأُصبّح على القطة الصغيرة بعد اكتمال الشروق وأُمسكها بكل قوتي، أنا لا أريدها أن تسقط ولا أعرف لماذا تعترضون علي. 
حتى عندما أمسكتها من ذيلها كنتُ أريدها أن ترانا بشكل مقلوب ونراها نحن بشكل مقلوب ولكنكم قلتم أنها تتألم كيف تتألم وأنا لا أرى أي ألم ظاهر!
جربت أن أُمسكها كذلك من أذنيها أردت أن أُسليها أنا أعرف أنها تحبني كثيرًا، ولكن لماذا اعترضتم مرة أخرى هل الأُذن تتألم كذلك وأين الألم؟!
وعند العصر لاحقتها حتى أصبحت تركض وتهرب يبدو أنها تُحب أن ألعب معها لُعبة الاختباء ولكني أردت أن أمسكها وأرميها، أعجبتني حركتها عندما تفتح رجليها وتركض. 
قدمت لها مكسرات لتأكل ولكن لم تعجبها رغم أن المكسرات لذيذة جدًا!
وعندما حل المساء واقترب موعد النوم بعد يوم حافل مليئ بالحركة قرأنا قصتين ولم توافقي يا أمي أن نقرأ القصة الثالثة ولا حتى أن نكرر قراءة قصة مرمر مرتين أو ثلاث مثل كل مرة لم أفهم السبب ولكن أتوقع أنكِ كنت مشتاقة لأن أنام في حضنك، وقد فعلت ذلك فما إن وضعت رأسي على حجرك حتى استسلمت للنوم يبدو أنه كان يومًا مرهقًا بالفعل ! 
كان هذه مجرد تخيل أن هذه الأفكار كانت تدور في دماغ بنيتي ذات العامين وقد لا يكون، إلا أن التفكير في ذلك يورث سعادة في داخلنا بل أبعد من ذلك يمنحنا صبرًا أكبر وتفهمًا لتصرفاتهم البريئة. 
وقد يساعدنا ذلك أن نوفر الحب والتواصل والاحترام لنوجههم للسلوك الصحيح. 
إن كنت ترغب أن تعرف أكثر عن تهذيب سلوك الطفل بحب وتواصل واحترام أنصحك بقراءة كتاب 
تربية خالية من الدراما للمؤلفين دانيال وتينا
https://me2.do/F5brcPER
أصيلة بنت سالم العيسرية
أم لثلاثة أطفال
26/ذو القعدة/1442هـ
7/7/ 2021م
اترك تعليقا
الرجوع إلى الأعلى